في التحريض على الجهاد / [م ٢٩]
ينبغي للإمام أن يحضّ الناس ويحرّضهم على الجهاد ، فقد أمر الله تعالى بذلك نبيّه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال عزّ من قائل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ)(١)
وكان النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يحرّض ويقول يوم بدر : والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلّا أدخله الله الجنّة (٢).
وروي أنه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : لا يتقدّم أحدكم إلى شيء حتّى أكون أنا دونه ، فدنا المشركون ، فقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض. فقال عمير بن الحمام (٣) من بني سلمة وبيده تمرات يأكلهنّ : بخ بخ ، ما بقي بيني وبين أن أدخل الجنّة إلّا أن يقتلني هؤلاء القوم / [س ٥٧] فقذف بالتّمرات من يده وأخذ السيف وقاتل حتّى قتل وهو يقول :
ركضا إلى الله بغير زاد |
|
إلا التّقى وعمل المعاد |
والصبر في الله على الجهاد |
|
فكلّ زاد عرضة النّفاد |
غير التّقى والبرّ والرشاد (٤) |
__________________
(١) سورة الأنفال ٨ : ٦٥.
(٢) الخبر في السيرة النبوية ١ : ٤٥٩ «أخبار وقعة بدر» وفي الأحكام السلطانية ٤١.
(٣) عمير بن الحمام بن الجموح بن زيد الأنصاري السلمي ، ذكر فيمن شهد بدرا انظر أخباره في الإصابة ٥ : ٣١ برقم : ٦٠٢٥ والسيرة النبوية ١ : ٤٥٩ ـ ٥٢٧.
(٤) الخبر مع الرجز في الأحكام السلطانية : ٤١ والإصابة ٥ : ٣١.