في فضل الجهاد
وما أعدّ الله للمجاهد والشهيد في سبيله
وكتاب الله سبحانه أفضل راشد وأصدق شاهد يشهد ، ولا شيء أعظم ممّا عظّمه الله تبارك وتعالى ، وقد دلّنا على تجارة رابحة ، وصفقة بالفوز والنجاح راجحة ، فقال عزّ من قائل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ، تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ، ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ، ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)(١).
والجهاد في اللغة العربية مأخوذ من الجهد ، ومن ذلك قولهم : بلغ جهده ومجهوده وجهده الأمر إذا استنفد / [س ١٢] وسعه وطاقته (٢) ، قال الله العظيم : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ)(٣) أي دافعوا عن دينه وقاتلوا في سبيله بغاية القدرة ومنتهى القوّة.
__________________
(١) سورة الصف ٦١ / ١٠ ، ١٣
(٢) في العربية : جهد يجهد جهدا : جدّ ، ويقال : جهد في الأمر ، أي طلب حتى وصل إلى الغاية.
وبلغ المشقّة أيضا. وجاهد العدوّ مجاهدة وجهادا قاتله. والجهاد شرعا قتال من ليست له ذمة من الكفار. عن الوسيط.
(٣) سورة الحج : ٢٢ / ٧٨.