في القتال والمزاحفة
وما قيل في التحرّف والانحياز
قال الله تعالى (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)(١) فهزموهم بإذن الله. وقال جلّ ذكره (وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ، فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(٢) وروي أنّ النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : ثنتان لا تردّان : الدعاء عند الأذان ، والدعاء عند البأس حين يلحم بعضه بعضا. وفي رواية : وتحت المطر (٣).
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٢٥٠. وجالوت المذكور كان محاربا قويا في زمن الملك داود ، تحدى جيش بني إسرائيل أن يرسلوا له أحد أبطالهم لمقاتلته ، فتطوع داود لذلك ، وكان كل سلاحه نبلا وخمسة حجارة. ورغم ذلك تقدم واثقا من أنه على الحق ، ورمى الحجر الأول فأصاب جالوت في جبهته فقتله ثم قطع رأسه. وردت القصة في القرآن الكريم في سورة البقرة وجاء فيها أن داود هو الذي قتل جالوت. وكان طالوت ملك بني إسرائيل قد وعده إن قتل جالوت أن يزوجه ابنته ويشاطره نعمته ويشركه في أمره فوفى له. ثم آل الملك إلى داود عليهالسلام مع ما منحه الله من النبوة العظيمة. ولهذا قال تعالى : وآتاه الله الملك والحكمة «البقرة ٢ / ٢٥١» أي الملك الذي كان بيد طالوت. والحكمة أي النبوة. ـ عن الموسوعة العربية العالمية ٨ : ١٣٢.
(٢) سورة آل عمران ٣ / ١٤٧ ، ١٤٨.
(٣) الحديث في فيض القدير ٦ : ٢٨٥٥ برقم : ٣٥٦٥ عن سهل بن سعد. قال محققه أخرجه أبو داود في سننه ٣ : ٢٥٤٠ وابن حبان في صحيحه ١٧٦٤ وأخرجه الحاكم في المستدرك ١ : ١٩٨ والبيهقي في سننه ٣ : ٣٦٠ والدارمي في سننه ١ : ١٢٠٠ وابن خزيمة في صحيحه ١ : ٤١٩ عن سهل بن سعد. قال الحاكم : تفرد به موسى بن يعقوب ووافقه الذهبي وصححه الألباني في صحيح الجامع ١ : ٣٠٧٩ ، والرواية بزيادة «وتحت المطر» في فيض القدير ٦ : ٢٨٥٥ برقم ٣٥٦٦ وانظر كتاب الأذكار للنووي : ١٨٨.