أحد. فقال : أما والله لو لا أن تردّوني لخرجت إليه ، فلمّا رأى أنّ أحدا لم يتهيّأ لمبارزته تقدّم فلّما رآه الفارسيّ هدر ونزل إليه فاحتمله وجلس على صدره ثم أخذ سيفه ليذبحه ومقود فرسه مشدود بمنطقته ، فلمّا سلّ السيف حاص الفرس حيصة شديدة فجبذ المقود فقلبه عنه فقام بشير فافترسه فجعل أصحابه يصيحون ، فقال : صيحوا ما بدا لكم فو الله لا أتركه حتّى أقتله وأسلبه ، فذبحه وأخذ سلبه ، فنفّله سعد (١) جميع السّلب فباعه باثني عشر ألف درهم.
وإذا بارز مسلم كافرا فهل يعان إن ضعف أم لا؟
روي في ذلك عن سحنون قولان :
ـ المنع لأن العهد أن لا يقاتله إلا واحد.
ـ والجواز كما لو أسر لوجب تخليصه.
وقال أشهب : وأمّا لو كانوا جماعة ثلاثة أو أربعة أو أكثر ، خرجوا مبارزة لمثلهم لجاز معونة بعضهم لبعض على كل حال مثل أن يفرغ أحد من قرنه ثمّ يعين صاحبه كما فعل حمزة وعليّ وعبيدة يوم بدر حين قطع شيبة رجل عبيدة ، فكرّ حمزة وعليّ على شيبة فقتلاه واستنقذا صاحبهما (٢).
قال سحنون : كره مالك وغيره من أصحابنا أن يبارز الرجل أباه الكافر وأن ينتدبه أو يقتله ، قال سحنون : إلّا أن يضطرّ ويخافه على
__________________
(١) أي سعد بن أبي وقاص.
(٢) السيرة النبوية ١ : ٤٥٨