ابن قيس (١) وكان بدريا فحملها / [س ٨٠] حتى قتل ـ رحمهالله ـ وفي هذه الحرب صعد عمّار بن ياسر (٢) على صخرة وقد قطعت أذنه ، وكان ينادي بأعلى صوته : يا معشر المسلمين ، أمن الجنّة تفرّون ، أنا عمّار بن ياسر هلمّوا إلى فعل ذلك. حتى فتح الله على المسلمين.
فهكذا يتخيّر الرجال ، وبمثل هؤلاء يقتدى ، ولشبههم في الإقدام والدّين تملّك الرايات التي إليها يرجع وعنها يدفع ولا يصلح لذلك إلا من باع نفسه من الله سبحانه وعامل ببذلها مولاه عزوجل فنعم المولى ونعم النصير.
وفي هذه الحرب فائدة يجب ذكرها ، وذلك أنّ بني حنيفة لمّا أقبلوا نحو عسكر خالد سلّوا سيوفهم وساروا بها مسلولة من بعد ، فقال خالد لأصحابه : أبشروا فإنّهم ما سلّوا سيوفهم إلّا ليهيبوا بها ، وإنّه لجبن منهم
__________________
ـ الرجل ثابت. ودخل عليه النبي (صلىاللهعليهوسلم) وهو عليل فقال : أذهب الباس ربّ الناس عن ثابت بن قيس بن شماس. قتل يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر. الإصابة ١ : ٢٠٣ برقم : ٩٠٠ والأعلام ٣ : ٩٨.
(١) يزيد بن قيس : ذكره ابن هشام في السيرة النبوية ٢ : ٨١٣ في تسمية الداريين (بني عبد الدار) الذين أوصى لهم رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) من خيبر. ولم أجد اسمه في البدريين ـ الإصابة ٦ : ٣٤٦ برقم : ٩٢٩٧.
(٢) عمار بن ياسر ٥٧ ق. ه ـ ٣٧ ه ـ ٥٦٧ ـ ٦٥٧ م : عمار بن ياسر بن عامر الكناني المذحجي العنسي القحطاني ، أبو اليقظان ، صحابي من الولاة الشجعان ذوي الرأي ، وهو أحد السابقين إلى الإسلام والجهر به هاجر إلى المدينة وشهد بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان وكان النبي (صلىاللهعليهوسلم) يلقبه بالطّب المطيّب ، وهو أول من بنى مسجدا في الإسلام (مسجد قباء بالمدينة) ولاه عمر الكوفة ، فأقام زمنا وعزله عنها ، وشهد الجمل وصفين مع علي وقتل في صفين وعمره ٩٣ سنة. الإصابة ٤ : ٢٧٣ برقم : ٥٦٩٩ والأعلام ٥ : ٣٦.