والومد : الحرّ. والشبم : البرد.
وروي أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ / [س ٨١] قال يوم بدر : إذا أكثبوكم فارموهم ، ولا تسلّوا السيوف حتى يغشوكم (١).
وفي حرب اليمامة أيضا كانت الأنصار ترى أنّ دخول الأعراب بينها والحشو من الناس يوهنهم بالفرار وإدخال الخلل ، إذ لا يخاف الحشو من العار ما يخافه الصميم وأهل الأحساب ويقولون : إنّما نؤتى من قبل هذا الحشو ، حتّى نادوا أميرهم : أخلصنا أخلصنا فأمرهم بذلك ، فنادت كلّ فرقة بأهلها : الأنصار بالأنصار ، والمهاجرين بالمهاجرين وطيّىء بطيّىء وغيرهم / [م ٤٢] ومنهم من نادى : يا أهل القرآن ، وآخرون ينادون : يا أهل سورة البقرة ... فتجيب كلّ فرقة أهلها ، وتقصد كلّ طائفة رايتها.
وعلى الأمير بعد تثقيف عسكره بتقديم الثقات من أهل الحزم والجلد والدّين على المقدّمة والميمنة والميسرة والقلب والسّاقة خلفه. وعليه أن يتفقّدهم ويتفقّد الصفوف والجماعات ويطوف عليهم ويقوّي نفوسهم بما يعد به من النصر والظّفر ويرغّب في الثواب العاجل والآجل ، وقد كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يفعل ذلك ، فيبث الأمير في القوم من يذكّرهم ويهوّن أمر العدوّ عليهم ويقلّله لتقوى بذلك النفوس ، ولا يغفل الحذر لئلا يتراخى الناس بالاستهانة بل يخلط التأنيس بالتحذير والابتسام بالتعبيس حتى
__________________
(١) الخبر في سيرة ابن هشام ١ : ٤٥٨ وفيه : قال ابن إسحاق : ثم تزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض ، وقد أمر رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) أصحابه أن لا يحملوا حتى يأمرهم وقال : إن أكثبكم القوم فانضحوهم عنكم بالنبل» وأكثبكم أي كثروا عليكم.