[وعن النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان إذا غزا قال : اللهمّ أنت عضدي ونصيري بك أحاول وبك أصاول وأقاتل](١).
وعلى الأمير ترتيب جيشه في مصافّ الحرب وتعديل صفوفه وتفقّدها من الخلل ، قال الله العظيم مخاطبا لنبيّه الكريم : (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ)(٢) وقال تعالى (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ)(٣) فيضمّ كلّ شكل إلى شكله ، وكذلك الجنس والنوع إلى جنسه ونوعه ، ويستكفي كلّ جهة من يراه أهلا لذلك وكفئا من أهل البسالة والسياسة / [س ٧٨] ويمدّ الجهة التي يخاف أن يميل العدوّ إليها بعدد يكون ردءا وعونا لها ويجعل ساقة (٤) تحمي ظهر العسكر لئلا يختاله العدو من خلفه.
وفي حديث أبي هريرة لما حضر فتح مكة قال : جعل النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى والزّبير (٥)
__________________
(١) في الأذكار ١٨٨ وفيه كما في سنن أبي داود والترمذي والنسائي عن أنس : بك أحول وبك أصول وبك أقاتل وعضدي أي عوني ، وأحول : احتال أو أمنع وأدفع.
(٢) آل عمران ٣ / ١٢١.
(٣) سورة الصف ٦١ : ٤.
(٤) السّاقة : مؤخرة الجيش
(٥) الزبير بن العوام ٢٨ ق. ه ـ ٣٦ ه ـ ٥٩٤ ـ ٦٥٦ م : الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي ، أبو عبد الله ، الصحابي الشجاع ، أحد العشرة المبشرين ، أسلم وله ١٢ سنة وشهد بدرا وأحدا وغيرهما. وكان على بعض الكراديس في اليرموك وشهد الجابية مع عمر بن الخطّاب. وجعله عمر فيمن يصلح للخلافة من بعده ، وكان موسرا كثير المتاجر. قتله ابن جرموز غيلة يوم الجمل بوادي السباع على سبعة فراسخ من البصرة. عن الأعلام ٣ ـ ٤٣ وتهذيب التهذيب ٣ : ٣١٨ والمعارف ٢١٩.