قال ابن محيريز (١) : أصحاب العطاء أفضل من المتطوّعة لما يروعون.
وقال مكحول : روعات البعوث تقي روعات يوم القيامة (٢).
قال الطرطوشيّ ـ رحمهالله ـ (٣)
اعلم أنّ الجند هم عدد الملك وحصونه ومعاقله وأوتاده ، وهم حماة البيضة والذابّون عن الحوزة ، والدّافعون عن العورة ، وهم جنن الثغور وحرّاس الأرض والعدّة للحوادث ، وأمداد المسلمين والحدّ الذي يلقى العدوّ ، والشّوكة عليه ، والسهم الذي يرمى به ، والسلاح المدفوع في نحره ، وبهم يذبّ عن الحريم ، ويؤمن السبيل ، وتسدّ الثغور.
قال أبو ذرّ الخشني (٤) :
بقاء الدّين والدّنيا جميعا |
|
بكلّ مقاتل ثبت الجنان [س ١٠٢] [م ٧٥] |
إذا شهدوا الحروب رأيت أسدا |
|
تهشّ كرامة نحو الطّعان |
هم بيض وفي الأيمان بيض |
|
فما تدري من السيف اليماني (٥) |
وللإمام إعطاء جنده من بيت المال على ما يراه من النظر ، وبحسب ما عند الرجل من المنّة والغناء والإبلاء. قال الإمام أبو محمد بن حزم (٦) ـ
__________________
(١) ابن محيريز : عبد الله بن محيريز ت ٩٩ ه وفي سنة وفاته خلاف ، وقد روى عن عدد من الصحابة انظر تهذيب التهذيب ٣ : ٢٥١ برقم : ٤١٧٦. والخبر في عين الأدب : ٢٩٩.
(٢) انظر عين الأدب : ٢٩٩.
(٣) النص في سراج الملوك ٢ : ٤٩٢.
(٤) أبو ذر الخشني ت ٦٠٤ ه ـ ١٢٠٨ م : مصعب بن محمد بن مسعود الخشني الجياني الأندلسي ، أبو ذر ، ويعرف كأبيه بابن أبي الركب قاض من العلماء بالحديث والسير والنحو.
وله شعر. أصله من مدينة جيان ، ولد ونشأ فيها وتحوّل في العدوة والأندلس ، وولي القضاء في جيّان في أيام المنصور ، واستقر بفاس وتوفي فيها. عن الأعلام ٧ : ٢٤٩.
(٥) الأبيات في عين الأدب : ٣٠٠.
(٦) أبو محمد بن حزم ٣٨٤ ـ ٤٥٦ ه ـ ٩٩٤ ـ ١٠٦٤ م : علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ـ