على المجنبة اليسرى ، واستعمل أبا عبيدة (١) على الساقة في بطن الوادي (٢).
وكذلك يجعل لكلّ طائفة راية يرجعون إليها ويتعارفون بها ويدافعون عنها ، ويعدّ مع كلّ راية جماعة ممّن يثق به من أهل الشّجاعة والدّين. فالرايات هي أرواح العساكر (٣) ، وبثباتها ثبات أفئدة الجماهر ، ولذلك أمر النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في غزوة مؤتة (٤) أمرا فقال : إن أصيب زيد (٥) فعلى الناس جعفر (٦) فإن أصيب جعفر فعليهم عبد الله بن رواحة الأنصاريّ
__________________
(١) أبو عبيدة : عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال الفهري القرشيّ ، الأمير القائد فاتح الديار الشامية ، والصحابي ، أحد العشرة المبشرين. قال ابن عساكر : داهيتا قريش : أبو بكر وأبو عبيدة وكان لقبه أمين الأمة. ولد بمكة وهو من السابقين إلى الإسلام ، وشهد المشاهد كلها. توفي في طاعون عمواس ودفن في غور بيسان. ـ عن الأعلام.
(٢) السيرة النبوية ٢ : ٨٥٧.
(٣) شرح السير الكبير ١ : ٧١ ، ٧٢ والفرق بين اللواء والراية هو أن اللواء لا يكون إلا واحدا في كل جيش ، أما الراية فهي علم لأصحاب القتال وكل قوم يقاتلون عند رايتهم ، وإذا تفرقوا في حال القتال يتمكنون من الرجوع إلى رايتهم.
(٤) غزوة مؤتة كانت في جمادى الأولى سنة ثمان.
(٥) زيد ٨ ه ـ ٦٢٩ م : زيد بن حارثة بن شراحيل (أو شرحبيل) الكلبي ، صحابي ، اختطف في الجاهلية صغيرا ، واشترته خديجة بنت خويلد فوهبته إلى النبي (صلىاللهعليهوسلم) حين تزوّجها فتبناه النبي (صلىاللهعليهوسلم) قبل الإسلام وأعتقه وزوّجه بنت عمته ، واستمر الناس يسمّونه زيد بن محمد حتى نزلت آية (ادعوهم لآبائهم) وهو من أقدم الصحابة إسلاما ، وكان النبي (صلىاللهعليهوسلم) لا يبعثه في سرية إلا أمّره عليها ، وكان يحبه ويقدمه وجعل له الإمارة في غزوة مؤتة فاستشهد فيها. الإصابة ٢ : ٢٤ برقم ٢٨٨٤ والأعلام ٢ : ٥٧.
(٦) جعفر ت ٨ ه ـ ٦٢٩ م : جعفر بن أبي طالب (عبد مناف) بن عبد المطلب بن هاشم ، صحابي ، من شجعانهم ، يقال له : جعفر الطيار ، وهو أخو علي بن أبي طالب وكان أسنّ من علي بعشر سنين ، وهو من السابقين إلى الإسلام ، هاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية ثم قدم على النبي (صلىاللهعليهوسلم) وهو بخيبر سنة ٧ ه وحضر وقعة مؤتة بالبلقاء من أرض الشام فنزل عن فرسه وقاتل حتى قتل. الإصابة ١ : ٢٤٨ برقم ١١٦٢ والأعلام ٢ : ١٢٥.