وجوّزه الشافعي ورآه إظهار قوّة في الدين ونصرة له.
وروي أنّ النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ظاهر بين درعين يوم أحد (١) وأخذ سيفا فهزّه وقال : من يأخذ هذا بحقّه؟ فقام إليه عمر بن الخطّاب فقال : أنا أخذه بحقّه فأعرض عنه ، ثم هزّه الثانية وقال : من يأخذ هذا بحقّه؟ فقام الزبير ابن العوّام وقال : أنا آخذه بحقّه ، فأعرض عنه ، فوجدا في أنفسهما. ثم هزّه الثالثة وقال : من يأخذ هذا بحقّه؟ فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال : وما حقّه يا رسول الله؟
قال : أن تضرب به في العدوّ حتّى ينحني ، فأخذه منه ، وأعلم بعصابته الحمراء ومشى إلى الحرب وهو يقول :
أنا الذي أخذته برقّه |
|
إذ قيل : من يأخذه بحقه |
قبلته بعدله وصدقه |
|
للقادر الرحمن بين خلقه |
المدرك القابض فضل رزقه |
|
من كان في مغربه أو شرقه |
ثم جعل يتبختر بين الصّفين فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إنّها لمشية يبغضها الله تعالى إلّا في هذا الموطن ، ودخل الحرب مبتدئا بالقتال وهو يقول :
أنا الذي عاهدني خليلي |
|
ونحن بالصّفح من النخيل |
ألّا أزال الدهر في الكبول |
|
أضرب بسيف الله والرسول (٢) |
__________________
(١) في السيرة النبوية ٢ : ٦٠٣ قال ابن إسحاق : ونهض رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) إلى صخرة في الجبل ليعلوها ، وقد كان بدّن رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) ، وظاهر بين درعين فلما ذهب لينهض (صلىاللهعليهوسلم) لم يستطع ، فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض به.
(٢) الخبر في السيرة النبوية ٢ : ٥٨٩ ، ٥٩٠ على نحو مقارب. ولم يرد فيها الرجز الذي على القاف والخبر بتمامه مع الرجز منقولا عن ابن إسحاق كتاب الأحكام السلطانية للماوردي : ٤٠.