وما ورد من الآيات الناهية عن الحكم بغير ما أنزل الله ووصف الحاكم بغير ما أنزل الله بالكفر والفسق والظلم (١) ومن المعلوم لزوم مكافحة الكفر والفسق والظلم وهو غير خفيّ على من له أدنى إلمام بالكتاب والسنّة.
كما أنّها مدفوعة بما صح عن النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم من الروايات الناهية عن التعاون مع الظالم وإعانته ومساعدته ، منها ما ورد عن كعب بن عجرة عن النبيّ أنّه قال : « اسمعُوا سيكُونُ بعدي اُمراءُ فمن دخل عليهم فصدّقهُم بكذبهم وأعانهُم على ظُلمهم فليس منّي ولستُ منهُ وليس بوارد عليّ [ الحوض ] » (٢).
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « ألا ومن علّق سوطاً بين يدي سُلطان جعل الله ذلك السّوط يوم القيامة ثُعباناً من النّار طولُهُ سبعون ذراعاً يُسلّطهُ الله عليه في نار جهنّم وبئس المصير » (٣).
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً أنّه قال : « إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين أعوانُ الظلمة ومن لاق لهُم دواة ، أو ربط لهُم كيساً ، أو مدّ لهُم مدّة قلم ، فاحشُرُوهُم معهُم » (٤).
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « من خفّ لسُلطان جائر في حاجة كان قرينهُ في النّار » (٥).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ما اقترب عبد من سُلطان جائر إلاّ تباعد من الله » (٦).
وعن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام أنّه قال : « من أحبّ بقاء الظالمين فقد أحبّ أن يُعصي الله » (٧).
__________________
(١) المائدة : ٤٤ و ٤٥ و ٤٧.
(٢) جامع الأصول ٤ : ٧٥ ، نقلاً عن الترمذيّ والنسائيّ.
(٣) وسائل الشيعة ١٢ : ١٣٠ ، الباب ٤٢ من أبواب ما يكتسب به حديث ١٠.
(٤) وسائل الشيعة ١٢ : ١٣٠ ، الباب ٤٢ من أبواب ما يكتسب به ، حديث ١١.
(٥) وسائل الشيعة ١٢ : ١٣٠ ، الباب ٤٢ من أبواب ما يكتسب به ، حديث ١٤.
(٦) وسائل الشيعة ١٢ : ١٣٠ حديث ١٢.
(٧) وسائل الشيعة ١٢ : ١٣٤ ، حديث ٥.