استعمل عاملاً من المسلمين وهو يعلمُ أنّ فيهم من هُو أولى بذلك منهُ وأعلمُ بكتاب الله وسُنّة نبيّه فقد خان الله ورسُولهُ والمسلمين » (١).
وقال الإمام عليّ عليهالسلام : « ولا تقبلنّ في استعمال عُمّالك وأُمرائك إلاّ شفاعة الكفاءة والأمانة » (٢).
وقد مرّت عليك قصّة عدم استخلاف الإمام عليّ عليهالسلام لطلحة والزبير لعدم كفاءتهما (٣).
وقد أكّد الإسلام على مسألة الكفاءة في تقلّد المناصب الإداريّة تأكيداً شديداً حتّى نُقل عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : « من ولي من اُمور المُسلمين شيئاً فأمّر عليهم أحداً مُحاباةً فعليه لعنةُ الله لا يقبلُ الله منهُ صرفاً ولا عدلاً حتّى يُدخلهُ في جهنّم » (٤).
ولذلك نجد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يستعمل عتاب بن أسيد ( وهو شاب ) على مكّة يوم فتحها ، وفي القوم كبار وشيوخ ليس لشيء إلاّ لكفاءته ، كما استعمله بعد عوده من حصن الطائف وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم له : « يا عتابُ تدري على من استعملتُك ؟ على أهل الله عزّ وجلّ ولو أعلمُ لهُم خيراً منك استعملتُهُ عليهم » (٥).
ولمّا اعترض البعض على استعمال عتاب لصغره كتب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أهل مكّة يقول : « ولا يحتجُّ مُحتجّ منكُم في مُخالفته بصغر سنّه فليس الأكبرُ هُو الأفضلُ بل الأفضلُ هُو الأكبرُ » (٦).
هذا وتشمل الحريّة السياسيّة اُموراً كثيرة في المجال السياسي ؛ مثل حقّ النقد في
__________________
(١) نظام الحكم والإدارة في الإسلام عن سنن البيهقيّ : ٣٠٢.
(٢) نظام الحكم والإدارة في الإسلام : ٣٠١ ـ ٣٠٢.
(٣) راجع الصفحة ٢٦٣ من كتابنا هذا.
(٤) حقوق الإنسان : ٧٢.
(٥) اُسد الغابة ٣ : ٣٥٨.
(٦) ناسخ التواريخ حالات النبيّ : ٣٨٧.