كلامي السيّد والشيخ قدسسرهما (١).
٤ - ما ذكره المحقّق قدسسره |
ومنها : ما ذكره المحقّق في المعتبر في مسألة خبر الواحد ، حيث قال :
أفرط الحشويّة في العمل بخبر الواحد حتّى انقادوا لكلّ خبر ، وما فطنوا لما تحته من التناقض ؛ فإنّ من جملة الأخبار قول النبيّ صلىاللهعليهوآله : «ستكثر بعدي القالة عليّ» ، وقول الصادق عليهالسلام : «إنّ لكلّ رجل منّا رجلا يكذب عليه» (٢).
واقتصر بعضهم من هذا الإفراط ، فقال : كلّ سليم السند يعمل به. وما علم أنّ الكاذب قد يصدق ، ولم يتنبّه على أنّ ذلك طعن في علماء الشيعة وقدح في المذهب ؛ إذ ما من مصنّف إلاّ وهو يعمل بخبر المجروح كما يعمل بخبر العدل.
وافرط آخرون في طريق ردّ الخبر حتّى أحالوا استعماله عقلا. واقتصر آخرون ، فلم يروا العقل مانعا ، لكنّ الشرع لم يأذن في العمل به.
وكلّ هذه الأقوال منحرفة عن السنن ، والتوسّط أقرب ، فما قبله الأصحاب أو دلّت القرائن على صحّته عمل به ، وما أعرض عنه الأصحاب أو شذّ يجب اطّراحه (٣) ، انتهى.
وهو ـ كما ترى ـ ينادي : بأنّ علماء الشيعة قد يعملون بخبر
__________________
(١) راجع الصفحة ٣٣١.
(٢) تقدّم الحديثان في الصفحة ٣٠٨.
(٣) المعتبر ١ : ٢٩.