واستقطع الحسن بن سهل بين آخر الأسواق ، وكان آخرها الجبل الذي صار فيه خشبة بابك وبين المطيرة موضع قطيعة أفشين وليس في ذلك الموضع يومئذ شيء من العمارات ، ثم أحدقت العمارة به حتى صارت قطيعة الحسن بن سهل وسط سرّ من رأى. وامتد بناء الناس من كل ناحية واتصل البناء بالمطيرة ، وجعلت الشوارع لقطائع قواد خراسان وأصحابهم من الجند والشاكرية وعن يمين الشوارع ويسارها الدروب ، فيها منازل الناس كافة ، وكان الشارع المعروف بالسريجة وهو الشارع الأعظم ممتدا من المطيرة إلى الوادي المعروف في هذا الوقت بوادي إسحق بن إبراهيم انتقل من قطيعته في أيام المتوكل فبنى على رأس الوادي واتسع في البناء ، ثم قطيعة إسحق بن يحيى بن معاذ ، ثم تتصل قطائع الناس يمنة ويسرة في هذا الشارع الأعظم وفي دروب من جانبي الشارع الأعظم تنفذ إلى شارع يعرف بأبي أحمد ، وهو أبو أحمد بن الرشيد ، من أحد الجانبين وتنفذ إلى دجلة وما قرب منها من الجانب الآخر ، وتمر القطائع إلى ديوان الخراج الأعظم وهو في هذا الشارع الكبير.
وفي هذا الشارع قطائع قواد خراسان منها قطيعة هاشم بن بانيجور وقطيعة عجيف بن عنبسة وقطيعة الحسن بن علي المأموني ، وقطيعة هرون بن نعيم ، وقطيعة حزام بن غالب ، وظهر قطيعة حزام الاصطبلات لدواب الخليفة الخاصة والعامة يتولاها حزام ويعقوب أخوه ، ثم مواضع الرطابين وسوق الرقيق في مربعة فيها طرق متشعبة فيها الحجر والغرف والحوانيت للرقيق ، ثم مجلس الشرط والحبس الكبير ، ومنازل الناس والأسواق في هذا الشارع يمنة ويسرة مثل سائر البياعات والصناعات ، ويتصل ذلك إلى خشبة بابك ثم السوق العظمى تختلط بها المنازل كل تجارة منفردة وكل أهل مهنة لا يختلطون بغيرهم ، ثم الجامع القديم الذي لم يزل يجمع فيه إلى أيام المتوكل فضاق على الناس فهدمه وبنى مسجدا جامعا واسعا في طرف الحير (٢٦١) المسجد الجامع والأسواق من أحد الجانبين ، ومن الجانب الآخر القطائع والمنازل وأسواق أصحاب البياعات الدنية مثل أصحاب الفقاع والهرائس والشراب ، وقطيعة راشد المغربي ، وقطيعة مبارك المغربي ، وسويقة مبارك ، وجبل جعفر الخياط وفيه