الأتراك ، واستقرار المعتصم على اختيار موقع سامرّاء ، وإعمار الجانب الشرقي. ثم تحدث عن توسعها في زمن الواثق ، ثم في زمن المتوكل ، وبناء الجعفرية وخططها ، والتوسع الذي حدث فيها زمن المعتمد. وشمل بحثه القصور ، والشوارع ، والإقطاعات والأسواق. وكان بحثه المعتمد الأول للباحثين المحدثين ، وبخاصة الآثاريين الذين عنوا بآثار القصور. ولم تكتشف حتى اليوم من كتاب اليعقوبي مخطوطة أو مقتبس عن سامرّاء يضيف أو يعدل ما جاء في المطبوعة علما بأن ما جاء فيها لا يحجب حقيقة أنها غير مستوعبة. أشار المقدسي إلى أحوالها في أيام عز إعمارها ، ثم أفاض في وصف جامعها ومنارتها وأساطين المجامع ، وإلى تدهور أحوالها ؛ وتفرّد بالكلام عن الكعبة التي ادّعى أن المتوكل بناها ليحج إليها الناس.
وخصّ الاصطخري في كتابه «المسالك» سامرّاء بثلاثة أسطر ذكر فيها ما بناه كل من المعتصم والمتوكل وقال «إن العمران في غربي دجلة قليل وإن العمارة منه ما يحاذي سامرّاء أميالا يسيرة ، والباقي بادية» (١). وكلامه أكثر انطباقا على المنطقة ، وليس على المدينة. وأفرد ابن الفقيه تسع صفحات لسامرّاء (١٤٣ ـ ١٥١) ذكر فيها أقوالا للشعبي ولإبراهيم بن الجنيد ، ومحاولة الخلفاء العباسيين الأوائل اختيار منطقتها لتشييد عاصمة لهم. ثم ذكر ما شيده كل من المعتصم ، والمتوكل من قصور فيها ، وذكر أشعارا في مدحها ، وذكر معلومات عن النهر الذي عمله المتوكل لإدخال الماء إلى المسجد الجامع وشوارع سامرّاء ، والجسر (٢) وتفرّد بذكر هذا النهر وبالقصور التي شيدها المعتصم بقربها. وذكر الشابشتي وصفا لبعض قصور سامرّاء وما شيده المتوكل ، وبعض الأديرة التي بقربها. وأعمالها وضياعها مضمحلة ، قد تجمع أهل كل ناحية منها إلى مكان لهم به مسجد جامع وحاكم وناظر في أمورهم وصاحب معونة يصرفهم في مصالحهم. وكانت مدينة استحدثها أبو إسحاق المعتصم بن الرشيد ، طولها سبعة فراسخ على شرقي دجلة ، وكان شرب أهلها منها ، وليس
__________________
(١) المسالك ٨٥.
(٢) البلدان ٤٢ ـ ٥١ (مخطوطة شهد).