خطيبا ، فقال : «يا معشر قريش ، لا تكونوا آخر من أسلم ، وأول من ارتد ، والله ، إن هذا الدين ليمتدن امتداد الشمس والقمر ، من طلوعهما إلى غروبهما الخ ..» (١).
فتراجع أهل مكة عما كانوا قد هموا به.
ونسجل هنا الملاحظات التالية :
١ ـ إنه حين يعرض عمر على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ما عرضه إنما يفهم الآخرين : بأن النبي «صلىاللهعليهوآله» ـ بنظره ـ كغيره من الطغاة والجبابرة ، الذين يمارسون الانتقام من خصومهم بقسوة بالغة ، وبوحشية ظاهرة .. فهو لا يرى : أنه «صلىاللهعليهوآله» مبعوث رحمة للعالمين ، وقد كانت نفسه تذهب حسرات حتى على من كانوا يحاربونه ، ويسعون في سفك دمه ..
فما هذه النظرة العمرية لرسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟!
ومتى تخلص منها صاحبها؟! أم بقيت تعيش في نفسه ، وتتغلغل في أعماقه؟!
لا ندري .. ولا بد لمن يريد أن يدري أن يتتبع حياة هذا الرجل ليجد من الشواهد والدلائل ما يفيد في استخلاص الحقيقة ، ووضوح الأمر ..
٢ ـ إن عمر بن الخطاب قد طالب بقلع ثنيتي سهيل ، لأنه كان أعلما ،
__________________
(١) مكاتيب الرسول ج ٣ ص ٨٢ وأسد الغابة ج ٢ ص ٣٧١ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ١٧٢.