صفرة البيض على وجه الماء ، ومرّت الحية ، ورجعت في الثقب ، فقلت : هذا ، ما أشك هو رزقي ، فمسسته وإذا فيه لبن ، فأخذته وتذوقته ، فإذا طعمه طيب ، فأكلته فوجدت فيه شبعا ، فلمّا كان اليوم الثاني إذ بالحية قد خرجت من الثقب ودارت في البئر على رأس الماء حتى بلغت إلى عندي ، فقاءت مثل ذلك ، فأخذته ، وأكلته [وأقمت](١) على هذا ثلاثة أيام ، فكأني أنسيت بالموضع ، وغمّني فوات الصلوات ، فخرجت الحيّة يوم الرابع وانسابت في الحائط حتى صار رأسها عند رأس البئر ، وذنبها في آخر البئر ، فثبّتت رأسها ، فوقع لي أنها تقول : تمسّك بي ، فتعلّقت بها ، فإذا هي قد رفعتني إلى رأس البئر ، وخرجت ودخلت إلى البصرة ، وجئت إلى الفقراء فحدّثتهم ، فدعوا لي دعاء رأيت بركته ، ثم صرت إلى أهلي فحدّثتهم بقصّتي.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ الخطيب (٢) ، أنا محمّد بن علي بن الفتح.
وأنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل ، أنا أبو بكر المزكي.
قالا : قال أبو عبد الرّحمن السلمي : أبو جعفر الحدّاد الكبير ، بغدادي ، من أقران الجنيد ، ورويم ، وكان أستاذ أبي جعفر الحدّاد الصغير.
أخبرنا أبو منصور ، وأبو الحسن ، قالا : قال : أنا أبو بكر الخطيب (٣) أبو جعفر الحدّاد من مشايخ الصّوفية ، كان شديد الاجتهاد ، معروفا بالإيثار.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر (٤) بن إسماعيل ، أنا محمّد بن يحيى بن ... (٥) ، أنا أبو عبد الرّحمن السلمي ، قال : سمعت أبا العبّاس البغدادي يقول : سمعت محمّد (٦) بن عبد الله الفرغاني يقول : حدّثني (٧) أبو جعفر الحدّاد قال : دخلت دمشق ، فوقفت على قاسم
__________________
(١) سقطت من الأصل واستدركت عن المختصر.
(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٤١٢.
(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ٤١٢.
(٤) قوله : «عبد الغافر» مكرر بالأصل.
(٥) كلام ناقص بعدها بالأصل ، والكلام متصل ، ولعله محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه ، ابن المزكي ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٣٩٨ ، وراجع الحاشية المتعلقة بقاسم الجوعي.
(٦) بالأصل : «ابن محمد».
(٧) تقرأ بالأصل : «حسن» والمثبت عما تقدم في ترجمة القاسم الجوعي.