الجوعي وهو يتكلم ، فذكر حكاية هي في ترجمة قاسم (١).
قال (٢) : وأنا السلمي قال : سمعت علي بن سعيد يقول : سمعت أحمد بن محمّد بن علي يقول : سمعت أحمد بن النّعمان البصري قال : قال أبو جعفر الحدّاد :
أشرف عليّ أبو تراب يوما وأنا جالس على بركة في البادية فيها ماء ، ولي ستة عشر يوما لم آكل ولم أشرب من البركة ، وأنا جالس ، فقال لي : ما جلوسك؟ قلت : أنا (٣) بين العلم واليقين انتظر من يغلب فأكون معه ، قال : سيكون لك شأن من الشأن.
أخبرنا أبو جعفر المكّي ـ إذنا ـ أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم ، أنا الحسين بن علي الشيرازي ، أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم ، حدّثني أبو العبّاس أحمد بن محمّد البردعي ، حدّثني أحمد بن النعمان البصري عن أبي جعفر الحدّاد (٤) قال :
أشرف عليّ أبو تراب وأنا جالس على طرف بركة في البادية فيها ماء ، ولي ستة عشر يوما لم آكل ولم أشرب من البركة فقال لي : ما جلوسك هنا؟ فقلت : أنا بين العلم واليقين ، أنظر من يغلب فأكون معه ، فقال أبو تراب : سيكون لك شأن.
قال : وأنا السلمي (٥) قال : سمعت محمّد بن عبد الله الرازي يقول : سمعت أبا عمر الأنماطي يقول : مكث أبو جعفر الحدّاد عشرين سنة يكتسب كل يوم دينارا (٦) فيتصدق به ـ أو ينفقه على الفقراء ـ وهو أشدّ الناس اجتهادا ، وخرج بين العشاءين فيتصدّق من (٧) الأبواب ولا يفطر إلّا في وقت ما أحل الله عليه الميتة وكان من رؤساء المتصوفة.
وأنا [أبو](٨) المظفر بن القشيري يقول : سمعت أبي يقول : سمعت محمّد بن أبي (٩).
أخبرنا أبو منصور زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد نا (١٠) ـ الخطيب (١١) ، أنا
__________________
(١) يعني القاسم بن عثمان الجوعي ، راجع ترجمته في تاريخ مدينة دمشق ـ طبعة دار الفكر ـ ٤٩ / ١١٩.
(٢) يعني أبا بكر المزكي.
(٣) بالأصل : ان.
(٤) الخبر في الرسالة القشيرية ص ١٧٨ ـ ١٧٩.
(٥) تقرأ بالأصل : «أسلم» ولعل الصواب ما أثبت.
(٦) بالأصل : «يكتسب حل من مر» كذا صوبنا الجملة عن المختصر.
(٧) بالأصل : ومن.
(٨) سقطت من الأصل.
(٩) كذا.
(١٠) الأصل : بن ، خطأ. والسند معروف.
(١١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٤١٢ والقشيري في الرسالة القشيرية ص ١٦٧.