الحساب إذ نودي : أين عبد الله بن عثمان أبو بكر الصدّيق؟ فأجاب ، فأخذته الملائكة فأوقفوه (١) أمام ربّه ، فحوسب ثم نجا ، فأخذ به ذات اليمين ، ثم نودي بعمر ، فقرّبته الملائكة فأوقفوه أمام ربّه فحوسب ثم نجا ، ثم أمر به وبصاحبه إلى الجنّة ، ثم نودي بعثمان ، فأجاب ، فحوسب حسابا يسيرا ، ثم أمر به إلى الجنّة ، ثم نودي بعلي بن أبي طالب فحوسب ثم أمر به إلى الجنّة ، فلمّا قرب الأمر منّي أسقط في يدي ، ثم جعل يؤتى بقوم لا أدري ما حالهم ، ثم نودي : أين عمر بن عبد العزيز ، فتصبّبت عرقا ، ثم سئلت عن الفتيل والنقير والقطمير ، وعن كل قضية قضيت بها ، ثم غفر لي ، فمررت بجيفة ملقاة ، فقلت للملائكة : من هذا؟ قالوا : إنك إن كلمته كلّمك ، فوكزته برجلي ، فرفع رأسه إليّ وفتح عينيه فقلت له : من أنت؟ فقال : من أنت؟ قلت : أنا عمر بن عبد العزيز ، قال : ما فعل الله؟ قلت : تفضّل عليّ وفعل بي ما فعل بالخلفاء الأربعة الذين غفر لهم ، وأمّا الباقون فما أدري ما فعل بهم ، فقال لي : هنيئا لك ، ما صرت إليه ، من أنت؟ قال : أنا الحجّاج ، قدمت على الله فوجدته شديد العقاب ، فقتلني بكلّ قتلة قتلت قتلة ، وها أنا ذا موقوف بين يدي الله أنتظر ما ينتظر الموحّدون من ربّهم ، إمّا إلى جنّة وإمّا إلى نار.
قال أبو حازم : فعاهدت الله تعالى بعد رؤيا عمر بن عبد العزيز أن لا أقطع على أحد بالنار ممن يموت يقول لا إله إلّا الله ، انتهى.
ورواها السري بن عاصم عن إبراهيم بن هراسة ، عن سفيان الثوري ، عن أبي الزناد ، عن أبي حازم مختصرة (٢) ، وكأن رواية بقية (٣) أشبه بالصواب في قوله : كنت أميرا بخناصرة من قول ابن المبارك : كنت أميرا بالمدينة في هذه الرواية.
ورواها أبو التقي هشام بن عبد الملك اليزني عن إبراهيم بن هراسة عن سفيان ، عن أبي حازم.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي ، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد الأنصاري ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عقيل البلخي ، نا أبو عبد الله محمّد بن صالح الترمذي ، ثنا أبو التقي هشام بن عبد الملك ، نا إبراهيم بن هراسة ، عن سفيان ، عن أبي الزناد ، عن أبي حازم قال :
__________________
(١) في مختصر أبي شامة : فوقفوه.
(٢) بالأصل : مختصر ، والمثبت عن أبي شامة.
(٣) تقرأ بالأصل : «فقيه» والمثبت عن مختصر أبي شامة.