سمع أباه ، وعتبان (١) بن مالك ، ومحمود بن الربيع ، وغيرهم (٢).
روى عنه : ثابت البناني ، وقتادة ، وعلي بن زيد بن جدعان ، ويونس بن عبيد (٣).
ووفد على عبد الملك بن مروان مع أبيه أنس بن مالك ، وقال :
قدم أبي من الشام وافدا ، وأنا معه ، فلقينا محمود بن الربيع ، فحدّث أبي حديثا عن عتبان بن مالك ، فقال أبي : يا بنيّ ، احفظ هذا الحديث ؛ فإنّه من كنوز الحديث. فلما قفلنا انصرفنا إلى المدينة ، فسألنا عنه ، فإذا هو حيّ ، وإذا شيخ أعمى ، فسألناه عن الحديث ، فقال : نعم ، ذهب بصري على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فذكر حديث مالك بن الدّخشم (٤).
قال قتيبة حدّثنا خلف بن خليفة حدّثنا حفص ابن أخي أنس ، عن أنس قال :
انطلق أبي في أربعين رجلا من الأنصار حتّى أتى بها عبد الملك بن مروان ، ففرض لنا. فلمّا رجع رجعنا ، حتى إذا كنا بفجّ (٥) ... صلى بنا الظهر صلاة السفر (٦) ركعتين ، وسلم ، فدخل فسطاطه ، فقام القوم يضيفون إلى ركعتيه ركعتين آخرتين ، فنظر إليهم ، فقال لابنه أبي بكر : ما يصنع هؤلاء القوم؟ قال : يضيفون إلى ركعتنا ركعتين آخرتين ، فقال : قبّح الله الوجوه ، ما قبلت الرخصة ، ولا أصابت السنة ؛ أشهد أنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ قوما يتعمّقون في الدّين ، يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة» [١٣٣١٨].
قال ثابت البنانيّ (٧) :
كنت عند أنس بن مالك إذ قدم علينا ابن له من غزاة ، يقال له : أبو بكر ، فساءله ، فقال : ألا أخبرك عن صاحبنا فلان؟ بينا نحن قافلون من غزاتنا ، إذ ثار وهو يقول : يا أهلاه ،
__________________
(١) عتبان بكسر العين وسكون التاء المعجمة باثنتين من فوقها وبعدها ياء معجمة بواحدة. (الاكمال ٦ / ١٢٧) وقال ابن حجر في فتح الباري ١ / ٥١٩ هو بكسر العين ويجوز ضمها.
(٢) مكانها في تهذيب الكمال : وزيد بن أرقم ، ومحمود بن عمير بن سعد الأنصاري.
(٣) زيد في تهذيب الكمال : وسليمان التيمي ، وابنه عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك.
(٤) تحرفت في مختصر أبي شامة إلى : الأخشم ، والصواب ما أثبت ، وضبطها ابن حجر بضم المهملة والمعجمة بينهما خاء معجمة ، ويقال بالنون بدل الميم ويقال كذلك بالتصغير. ترجمته في الإصابة ٣ / ٣٤٣ رقم ٧٦٢٤ وذكر ابن حجر حديثه.
(٥) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
(٦) في مختصر أبي شامة الظهر ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٧) من طريق الحسن بن الصباح البزار بسنده إلى ثابت البناني رواه المزي في تهذيب الكمال ٢١ / ٦٣ ـ ٦٤.