أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار قال (١) : هشام بن عمرو يعني العامري الذي قام في نقض الصحيفة التي كتب مشركو قريش على بني هاشم في نفر قاموا معهم منهم : مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ، وأبو البختري بن هاشم (٢) بن الحارث بن أسد بن عبد العزى ، وزهير بن أبي أمية بن المغيرة ، تبرءوا من الصحيفة ، وفي ذلك يقول أبو طالب بن عبد المطلب (٣) :
جزى الله رهطا من لؤي (٤) تبايعوا |
|
على ملأ يهدي لحزم ويرشد |
قعودا لدى جنب الحطيم كأنهم |
|
مقاولة بل هم أعز وأمجد |
هم رجعوا سهل بن بيضاء (٥) راضيا |
|
وسرّ أبو بكر بها ومحمّد |
ألم يأتكم أن الصحيفة مزقت |
|
وأن كلّ ما لم يرضه الله مفسد |
أعان عليها كل صقر كأنه |
|
شهاب بكفي قابس يتوقد |
جرىء على جلّ الأمور كأنه |
|
إذا ما مشى في رفرف الدرع أحرد |
وكان سهل بن بيضاء الفهري الذي مشى إليهم في ذلك حتى اجتمعوا عليه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو طاهر المخلص ، أنا رضوان بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن (٦) إسحاق (٧) [قال :] فقال أبو جهل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والعاص بن سعيد ، وأمية بن خلف يا معشر قريش إن هذا الأمر يزداد ، وإن أبا طالب ذو رأي ، وشرف ، وسن ، وهو على دينكم ، وهو اليوم مدنف ، فامشوا إليه فاعطوه السواء يأخذ لكم وعليكم في ابن أخيه ، فإنكم إن خلوتم
__________________
(١) راجع حديث نقض الصحيفة في سيرة ابن هشام ٢ / ١٤ وما بعدها.
(٢) في سيرة ابن هشام : هشام.
(٣) الأبيات من قصيدة في سيرة ابن هشام ٢ / ١٧ ـ ١٨.
(٤) في سيرة ابن هشام : «بالحجون» بدلا من «من لؤي».
(٥) قوله : سهل بن بيضاء ، بيضاء هي أمه وهي دعد بنت جحدم بن أمية بن ضرب بن الحارث ، وأبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن ضبة بن الحارث بن فهر.
(٦) تحرفت بالأصل إلى : أبي.
(٧) الخبر في سيرة ابن إسحاق ص ٢٢٠ رقم ٣٢٤.