أخبرنا أبو حفص عمر بن عبد الله بن أحمد الفقيه ، نا أبو الحسن الواحدي (١) ، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري ، أنا الحسن بن علي بن المؤمل.
وأخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد الفقيه ، أنا أبو الحسن الواحدي ، أنا أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري ، أنا حمزة بن شبيب العمري.
أنا عمرو بن عبد الله النضري (٢) ، نا محمّد بن عبد الوهاب ، أنا جعفر بن عون (٣) ، أنا موسى بن عبيدة ، أنا محمّد بن كعب القرظي قال :
بلغني أنه لما اشتكى أبو طالب شكواه التي قبض فيها قالت له قريش : يا أبا طالب أرسل إلى ابن أخيك فيرسل إليك من هذه الجنة التي ذكر شيئا يكون لك شفاء ، فخرج الرسول حتى وجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبا بكر جالسا معه ، فقال : يا محمّد إن عمك يقول لك : يا ابن أخي إنّي كبير ضعيف سقيم ، فأرسل إليّ من جنتك هذه التي تذكر من طعامها وشرابها شيئا يكون لي فيه شفاء ، فقال أبو بكر : إنّ الله حرمهما على الكافرين ، فرجع الرسول فأخبرهم ، فقال : بلغت محمّدا الذي أرسلتموني به فلم يجز إليّ شيئا ، وقال أبو بكر : إنّ الله حرمهما على الكافرين ، فحملوا أنفسهم عليه حتى أرسل رسولا من عنده ، فوجده الرسول في مجلسه فقال له مثل ذلك ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله حرمهما على الكافرين طعامها وشرابها» ، انتهى حديث عبد الجبار ، وزاد عمر : ثم قام في أثر الرسول حتى دخل معه بيت أبي طالب فوجده مملوءا رجالا ، فقال : «خلّوا بيني وبين عمي» قالوا : ما نحن بفاعلين ، ما أنت بأحق به منا (٤) إن كانت له قرابة (٥) ، فلنا قرابة مثل قرابتك فجلس إليه فقال : «يا عمّ جزيت عني خيرا كفلتني صغيرا وحطتني كبيرا ، جزيت عني خيرا ، يا عم أعنّي على نفسك بكلمة واحدة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة» ، قال : وما هي يا ابن أخي؟ قال له : «قل لا إله إلّا الله وحده لا شريك له» ، قال : إنّك لي ناصح ، والله ، لو لا أن تعير بها فيقال : جزع (٦) عمك من الموت لأقررت بها عينك قال : فصاح القوم : يا أبا طالب أنت رأس الحنيفية ملة
__________________
(١) رواه أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي في أسباب النزول ص ١٤٦ ـ ١٤٧ طبعة دار الفكر.
(٢) في أسباب النزول : البصري.
(٣) قوله : «نا محمد بن عبد الوهاب ، أنا جعفر بن عون» سقط من أسباب النزول.
(٤) بالأصل : «ما» والمثبت عن أسباب النزول.
(٥) بالأصل : «الرواية» خطأ ، والمثبت «له قرابة» عن أسباب النزول.
(٦) في مختصر ابن منظور : خرع.