إنه لا شك في كذب هذه الإدعاءات ، فالألوية إنما تعطى للشجعان الأكفاء ، ولم يظهر من عمر بن الخطاب ما يدل على ذلك ، بل ظهر منه عكسه في كثير من المقامات التي انهزم فيها.
٢ ـ إن عامة المؤرخين ، والمصنفين في السيرة النبوية لا يجرؤن على التصريح باسم حامل اللواء الأكبر في هذه الحرب الهائلة ، وأنه علي «عليهالسلام». وهذا يرجع إلى أن لدى الحكام ، وكل من يدور في فلكهم من وعاظ السلاطين ، وسائر الناس ـ والناس على دين ملوكهم ـ حساسية كبيرة من ذكر أي شيء يرتبط بعلي «عليهالسلام» ، أو يشير إلى فضله ، ومناقبه ومقاماته ..
ولعل تصريح المصادر الكثيرة : بأنه «عليهالسلام» كان حامل لواء رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في بدر ، وفي كل مشهد جعلهم يكتفون بذلك ، ويعتبرون : أن هذه التصريحات تبرّئ ذمتهم ، وتدفع عنهم الإحراجات التي يخشون التعرض لها من التصريح بهذا الأمر في كل غزوة ، ومقام ، ومشهد ، فلا ضير إذا أهملوا ذلك واكتفوا به عن التصريح المتعاقب والمتوالي في كل مرة.
وقد غاب عنهم : أن هذا التصرف منهم قد أفسح المجال للحاقدين ، والمصطادين بالماء العكر لمحاولة تزوير الحقائق ، وإطلاق ادّعاءات تجانب الواقع والحقيقة في المواقف المختلفة ، فزعموا في حرب حنين : أنه «صلىاللهعليهوآله» أعطى لواء المهاجرين لعمر بن الخطاب ، وأن عليا صلوات الله وسلامه عليه كان يحمل لواء من ألوية المهاجرين ، وأعطى «صلىاللهعليهوآله» راية لسعد وراية لعمر. ثم أعطى لواء الخزرج لحباب بن المنذر ، ولواء