هذا ولم يذكر صاحب القاموس أنّ الود قد يستعمل في الحب مع التمني.
وأمّا كلمة « القربى » : فكتب اللغة ومعاجمها متفقة على أنّها تعني القرابة والوشيجة الرحمية لا غير.
يقول ابن فارس في مادة « قرب » : القربى القرابة ، وفلان قريبي وذو قرابتي.
ويقول الفيروزآبادي في مادة « قربى » : والقربى ، القرابة وهو قريبي وذو قرابتي.
ويقول الزمخشري في الكشاف : « القربى » مصدر كالزلفى والبشرى بمعنى القرابة ، والمراد أهل القربى (١).
وفي المنجد : « القربى » و « القربة » ـ بضم الراء ـ والقرابة ، القرابة في الرحم.
فاتضح من هذه النصوص أنّ المراد من القربى هو الرابطة النسبيّة بين شخصين ليس غير.
ويؤيد ذلك أنّ المتبادر من هذه الكلمة في الموارد التي استعملها القرآن ليس إلاّ ذلك المعنى الواحد الذي تصافقت عليه كتب اللغة ، ولم تعرف له بديلاً.
وإذا استعملت هذه الكلمة في غير ذلك المعنى أحياناً فلابد من اعتباره معنى شاذاً بعيداً عن الأفهام العرفية ، ولا يصح لنا الأخذ به مطلقاً.
نعم انّ كلمة « القربى » استعملت في القرآن بضميمة مضاف في مواضع ، وبدونها في مواضع أُخرى ، وقد وردت كلمة القربى في القرآن (١٥) مرة ، (٢) ما عدا الآية التي نحن بصدد تفسيرها ، وإليك بعض الآيات التي وردت فيها كلمة « القربى » وهي تقصد القرابة الرحمية ليس غير :
__________________
(١) الكشاف : ٣ / ٨١.
(٢) لاحظ : سورة البقرة الآية : ٨٣ و ١٧٧ ، النساء : ٨ و ٣٦ ، المائدة : ١٠٦ ، الأنعام : ١٥٢ ، الأنفال : ٤١ ، التوبة : ١١٣ ، النحل : ٩٠ ، الإسراء : ٢٦ ، النور : ٢٢ ، الروم : ٣٨ ، فاطر : ١٨ ، الحشر : ٧. وقد تكرّرت الكلمة في الآية ٣٦ من سورة النساء مرتين.