وروى الطبري في تفسيره ج ١٢ ص ١٦ و ١٧ ، عن سعيد بن جبير ، وعمرو ابن شعيب ، أنّهما قالا : هي قربى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ورواه البخاري في صحيحه ج ٦ ص ١٢٩ ، عن سعيد بن جبير : أنّها قربى آل محمد.
وقال الرازي : لا شك أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يحب فاطمة عليهاالسلام ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها » وثبت بالنقل المتواتر ، عن محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه كان يحب علياً والحسن والحسين ، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمّة مثله لقوله تعالى : ( وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ولقوله تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) ولقوله : ( إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) ، ولقوله سبحانه : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ).
ثم قال : إنّ الدعاء للآل منصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة ، وهو قوله : اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد ، وارحم محمداً وآل محمد ، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكلّ ذلك يدلّ على أنّ حبّ آل محمد واجب ، وقال الشافعي ـ رضي الله تعالى عنه ـ :
يا راكباً قف بالمحصب من منى |
|
واهتف بساكن خيفها والناهض |
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى |
|
فيضاً كما نظم الفرات الفائض |
إن كان رفضاً حب آل محمد |
|
فليشهد الثقلان أنّي رافضي (١) |
ولو أنّ القارئ الكريم أضاف إلى هذا الجم الغفير من الأحاديث التي اكتفينا بنقل النزر اليسير منها ، ما رواه أئمّة الحديث من الشيعة لوجد الحديث في
__________________
(١) مفاتيح الغيب : ٧ / ٣٩٠ ـ ٣٩١.