أعلى درجة الاستفاضة والتواتر ، فلا يبقى لقائل شك في أنّ المراد من القربى أقرباء النبي ، ولا من المودّة إظهار الحب إليهم ، نعم قد يصعب على بعض من لا خبرة له بالحديث والتفسير قبول هذه القضية في حق آل طه وياسين.
وقد أشار النبهاني في خطبة كتابه إلى ذلك البعض وقال : ومن هذا القبيل ما وقع في عصرنا في القسطنطينية سنة سبع وتسعين ومائتين وألف هجرية من قوم جهّال غرقوا من أحوال البغضاء لآل محمد في أوحال ، فأخذوا يتأوّلون بجهلهم ما ورد من الآيات والأخبار في فضل أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي ومنبع الحكمة ، ويخرجونها عن ظواهرها بأفهامهم السقيمة ، وآرائهم الذميمة ، ومع ذلك فقد زعموا أنّهم لأهل البيت من أهل المحبة والوداد ، ولم يعلموا أنّهم هائمون من الخذلان في كل واد (١). والحق ينطق منصفاً وعنيداً.
__________________
(١) الشرف المؤبد راجع الكلمة الغرّاء في تفضيل الزهراء : ٣٧.