المهاجرين هجرتين ، روي أنّه شرب الخمر وأقام عليه عمر الحد (١).
كما أنّ المشهور أنّ عبد الرحمن الأصغر بن عمر بن الخطاب قد شرب الخمر (٢).
وقد ارتد طلحة بن خويلد عن الإسلام وادّعى النبوّة ، ومثله مسيلمة بن العنسي الكذّاب وأمرهما أشهر من أن يذكر.
إنّ بعض الصحابة خضب وجه الأرض بالدماء ، فاقرأ تاريخ بسر بن أرطاة حتّى أنّه قتل طفلين لعبيد الله بن عباس. وكم وكم بين الصحابة لِدّة هؤلاء من رجال العبث والفساد قد احتفل التاريخ بضبط مساوئهم ، أفبعد هذه البيّنات يصحّ لأيّ ابن أُنثى أن يتقوّل بعدالة الصحابة مطلقاً ويتّخذها مذهباً ويرمي المخالف له ، بما هو بري منه ؟!
والنظرية القويمة المستقيمة هي نظرية الشيعة المنعكسة في الدعاء المروي عن الإمام الطاهر علي بن الحسين عليهماالسلام ترى أنّه يدعو الله سبحانه في حق أصحاب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا لكلّهم ، بل للذين أحسنوا الصحبة والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره ، والذين عاضدوه وأسرعوا إلى وفادته ، وإليك تلك الكلمات المباركة من الصحيفة السجادية :
« اللهم وأصحاب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم خاصة الذين أحسنوا الصحبة ، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره ، وكاتفوه وأسرعوا إلى وفادته ، وسابقوا إلى دعوته ، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته ، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته ، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته ، وانتصروا به ، ومن كانوا منطوين على محبته ، يرجون
__________________
(١) أُسد الغابة : ٤ / ١٩٩ ، وسائر الكتب الرجالية.
(٢) نفس المصدر : ٣ / ٣١٢.