تكون الدعوة مطابقة للفطرة ، وموافقة لحكم العقل السليم ، ومتماشية مع الحياة الإنسانية الفردية والاجتماعية ، عند ذلك تتم الحجة من الله سبحانه على العباد ، وأمّا اشتراط كون الداعي موفقاً وناجحاً في دعوته ، وتربية جيله ، فلم يدل عليه شيء من العقل والشرع ، إذ النجاح والفوز ليس دليلاً على صحة الدعوة ، ولاتولي الناس وعدم استجابتهم برهاناً لبطلانها ، والعجب أنّ المنطق الّذي اعتمد عليه الأُستاذ في بيانه ممّا تكرّسه الملاحدة من أتباع « ماركس » و « البهاء » وغيرهم من الأحزاب الباطلة ، فهم يستدلون على صحة خططهم في مجال الحياة بالنفوذ والاستيلاء على الأفكار في مختلف الأقطار ، ويقولون إنّه لم يمض على موت ماركس وانجلس حتّى غطّت فلسفتهما ربع المعمورة ، واعتنقها ملايين الناس.
وهذه هي البهائية البغيضة تشترط في صحة دعوى النبوّة أُموراً أربعة :
١. ادّعاء النبوّة.
٢. النفوذ والنجاح في الدعوة.
٣. ثبات المدّعي في طريقها.
٤. وكونه صاحب شريعة وبرنامج.
هذه هي الأُمور الّتي نسمعها من الماركسية والبهائية ، فإذاً نتحيّر كيف تسرّبت هذه الأفكار المنحرفة إلى ذهن الكاتب فقام بادّعاء ، لا يفترق عن ادّعائهم قيد شعرة ؟!!
لو كان من شروط النبوّة الخالدة إقبال الناس على الداعي إليها ، وخاصّة جيله المعاصر له ، يلزم أن يعذر المولون عن الدعوة في صدر البعثة ، نظراء : أبي لهب وأبي جهل وأُمية بن خلف ، إذ في وسعهم أن يقولوا : إنّ من شرائط صحة النبوّة الخالدة إقبال الناس إلى الداعي ونفوذ دعوته في نفوسهم ، ونحن لا ندري هل يكون هذا الداعي ناجحاً في دعوته ، وهل الناس يستقبلونها بوجوه مشرقة ، أو يردونها بألسنتهم وأكفّهم ، فإذاً نحن لا نؤمن بدعوته ونبوته ورسالته للشك في