الخراب ، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتى يجنها الليل ، فإذا جنها الليل فلا تزال ترن على الحسين ، وقبل قتل الحسين كانت تأوي المنازل والقصور والدور ، وكانت إذا أكل الناس الطعام تطير فتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام وتسقى ثم ترجع إلى مكانها.
لما قتل الحسين جعلت الحمام الراعبية تدعو على قتلة الحسين.
لما قتل الحسين مطرت السماء دماً ورماداً.
لما قتل الحسين مطرت السماء تراباً أحمر.
لما قتل الحسين ما رفع أهل بيت المقدس حجراً ولا مدراً ولا صخراً إلا ورأوا تحته دماً يغلي ، واحمرت الحيطان كالعلق ، ومطر الناس ثلاثة أيام دماً عبيطاً.
لما قتل الحسين هبط أربعة الاف ملك ، فهم عند قبره شعث غبر يبكون إلى يوم القيامة ـ قيام القائم ـ ورئيسهم ملك يقال له منصور.
لما قتل الحسين ارتفعت حمرة من قبل المشرق وحمرة من قبل المغرب فكادتا يلتقيان في كبد السماء.
لما قتل الحسين مكث الناس أربعين يوماً تطلع الشمس بحمرة وتغرب بحمرة ، وهذا بكاؤها.
لما قتل الحسين أمطرت السماء دماً ، وإن الحباب والجرار صارت مملوءة دماً ، وذهبت الإبل إلى الوادي لتشرب فإذا هو دم.
لم تبك السماء إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي ، وبكاء السماء : كانت إذا استقبلت بالثوب وقع على الثوب شبه أثر البراغيث من الدم.
لما قتل الحسين بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار وما يرى وما لا يرى.
لما قتل الحسين بكى عليه كل شيء ، حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحر والطير في السماء ، وبكت عليه الشمس والقمر والنجوم والسماء والأرض ومؤمنوا