المانعة المكمّلة لما قبلها ، وأيقنت أن القيم والمبادئ والأخلاق والمناهج والعلوم والمعارف والإصرار الخاصّ على الكرامة والإيمان والعدل والشرف والطهارة والحرّيّة الإنسانيّة التي جاء بها الإسلام كاملةً ، لم تأت بمثلها أو بأفضل منها سائر الأديان والمذاهب السماويّة وغير السماويّة.
وحينما بحثت وتفحّصت بمقدار وسعي لم أجد طائفةً وفرقةً ومنهجاً وتياراً استطاع استيعاب الدين الإسلامي استيعاباً صحيحاً سوى مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ، الذين اتّفقت كلمتهم عليهم السلام ـ عبر نسق منسجم واحد وبأدوار مختلفة أحدها يكمل الآخر ـ على عرض الرسالة الأصيلة المستقاة من القرآن الكريم والسنّة الشريفة ، فكانوا (عليهم السلام) بحقّ عدل الكتاب وصنوه الذي لا يفترق عنه قطّ.
وعلمت أنّهم (عليهم السلام) مهّدوا للعقل والعقلانيّة والفكر العامّ الجمعي فضاءات وآفاقاً رحبة ، وترشّح ـ بفضل تلقّيهم السليم واستنباطهم الصحيح ـ ما يدعم ويؤكّد الرأي الشهير بكون مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) هي مدرسة الحوار والتفهّم والعقلانيّة والعقل والعلم بعيداً كلّ البعد عن أجواء الترويع والترهيب والنفي والحذف التي يمارسها الكثيرون إلى يومنا هذا.
ولمّا علمت هذه الأشياء فهمت بالملازمة : لِمَ كنتُ أعتقد أنّ الحسين (عليه السلام) أبٌ لأميرالمؤمنين (عليه السلام) ، وقد ساعدتني على هذا الفهم أمورٌ منها : النصّ الشريف «فاطمة أُمّ أبيها» ...
وحينما أقف متأمّلاً شموخ زينب العقيلة (عليها السلام) في مجلس الطاغية