جانباً من التفسير دون جميع جوانبه ، ممّا أوجب أن يكون هذا التفسير جامعاً لكلّ ما ذكره المفسّرون من قبل ، وحاوياً لجميع ما بحثه السابقون عليه.
إنّ تفسير التبيان وسط مستوعب ، يضمّ محاسن من تقدّمه ، يهمل فضول الكلام ، فظهر بأحسن ترتيب وأجمل تأليف (١).
ممّا قيل في التبيان والشيخ (قدس سره)
ـ وقد خاض العلماء قديماً وحديثاً في علم تفسير القرآن ، واجتهدوا في إبراز مكنونه وإظهار مصونه ، وأ لّفوا فيه كتباً جمّة غاصوا في كثير منها إلى أعماق لججه ، وشقّقوا الشعر في إيضاح حججه ، وحقّقوا في تنقيح أبوابه وتغلغل شعابه ..
إلاّ أنّ أصحابنا رضي الله عنهم لم يدوّنوا في ذلك غير مختصرات نقلوا فيها ما وصل إليهم في ذلك من الأخبار ، ولم يعنوا ببسط المعاني وكشف الأسرار إلاّ ما جمعه الشيخ الأجلّ السعيد أبوجعفر محمّد بن الحسن الطوسي قدّس الله روحه من كتاب التبيان ، فإنّه الكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحقّ ويلوح عليه رواء الصدق ، قد تضمّن من المعاني الأسرار البديعة ، واحتضن من الألفاظ اللغة الوسيعة ، ولم يقنع بتدوينها
__________________
١. محمّد هادي معرفة ، التفسير والمفسرون ، ج ٢ ص ٣٧٥ ـ ٣٧٦ (طبعة الجامعة الرضوية ـ مشهد المقدّسة) ، بتصرّف.