ومضة شعبانيّة
أيّها الجبل الداني النائي خلفك أحبّائي ، ممّن أحسّهم قلبي وجَهِلَهم عقلي ... فكيف لي الهتاف بهم وأنا لا أعرفهم حتى .. فروحي منشطرة ما بين قلبي وعقلي ، لاراحة لي ولا قرار .. بل ولا فرار ..
أأهرب من ذاتي إلى ذاتي ، فلا دموعي تسعفني ولا آهاتي ، أمّا ابتهالاتي فليست سوى تمتمة كلمات لاروح فيها تحييني ولا حركة بها تنجيني ..
ماذا اُريد يا تُرى؟ أيّ حبيب أعشق يا تُرى؟ هذا المعشوق الذي أجفو فيحنو ، الذي أنأى فيدنو ، الذي أهمل فيرعى ، الذي أجني فيعفو ..
فإلامَ اُكابر بجهلي متغطرساً مستنكفاً؟! إلامَ أصكّ مسامعي عن نداء ذاتي المعترضة وهي تهتف بي : «اللّهمّ عرّفني نفسك ...»؟! إلامَ أدعو بفرج المولى وأنا لا أعرفه حتى؟! وكيف بي انتظار مجيء حبيب لا أكاد أعرفه حتى؟!
فيا سيّدي ومولاي يا من إليه نصبت وجهي ... عرّفني حجّتك كي لا أضلّ وأشقى ، كي اُعانق فطرتي مرّةً اُخرى ، كي لا أغوي بعدها أبدا.