الحسينُ سِرٌّ إلهي
لشهرين وأكثر تنتشر مظاهر الحزن ومجالس العزاء والوعظ بمختلف ألوانها وأشكالها .. إنّها ذكرى مأساة الطفّ الأليمة ، فاجعة كربلاء التي استشهد فيها الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه الكرام ، ذوداً عن الدين الحنيف والقيم المقدّسة ، لأجل الإصلاح في الاُمّة التي سادها الظلم والانحراف وعمّت فيها المفاسد بشتّى صورها ومصاديقها.
من موضع العزّ والكرامة استنفد الإمام (عليه السلام) الحجج والذرائع للوصول إلى حلٍّ يمنع الحرب وسفك الدماء لكنّهم أبوا إلاّ أن ينزل على رغبتهم بالبيعة ليزيد بن معاوية خليفة المسلمين!! بلا أيّ خيار آخر ... فقال (عليه السلام) من جملة ما قال : «مثلي لا يبايع مثله ... هيهات منّا الذلّة ... يأبى الله علينا ذلك ... الموت أولى من ركوب العار ...»
بدأ الجيش الجرّار الحرب على الإمام الحسين (عليه السلام) وصحبه الكرام الذين ناهز عددهم السبعين فقط ، صبيحة يوم العاشر من محرّم الحرام سنة ٦١ هـ وانتهت عصر ذلك اليوم باستشهاده (عليه السلام) وثلّته الطيّبة المؤمنة جميعاً.