اليوم الثالث
كربلاء المقدّسة
كلّنا يعلم أنّ صبيحة الأحد ستكون متمايزةً تماماً عن نظائرها ، إنّها صبيحةٌ نروم فيها الانطلاق إلى ديار الحبيب ، السبط الشهيد أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) ، إلى كربلاء الكرامة والعزّة والشرف الإنساني ، إلى حيث يرقد قمر بني هاشم أبو الفضل العبّاس (عليه السلام) ، إلى الصحب الأبرار ، إلى كلّ شبر منها يعيد بنا عاشوراء بتسلسله الزماني لحظةً إثر لحظة ، بأحداثه الرهيبة الواحدة بعد الاُخرى ، إلى زينب الكبرى (عليها السلام) بصبرها وتدبيرها ورباطة جأشها وخطبها التي كانت وكأ نّها تفرض عن لسان أبيها أميرالمؤمنين (عليه السلام).
شوقٌ لا يوصف وأنفاسٌ تتسارع ، فضاءٌ لا تحلّق في رحابه سوى ذبذبات الوصال وترانيم الهيام إلى معقل الكرام.
سيّدي أبا عبدالله ، بالله عليك ، من أنت ، أيّ سرٍّ فيك مودع؟ قرون تجيء وتروح وألقُك يزداد ألقاً وحرارة حبّك لا تنطفئ أبداً .. سيّدي! لا غرو أنّ الذي أنطق العقيلة (عليها السلام) في تلك اللحظات العصيبة حيث قالت