هذه وما سواها من الأحداث والمواقف والمحطّات تتراءى قبال ناظريك وأنت تيمّم شطر المسجد العتيد ، وبمجرّد الورود فيه تلمس الروحانيّة العجيبة التي يتحدّث بها الجميع ... لله أنت يا مسجد الكوفة ما بك من سرٍّ!! أهي أنفاس عليّ وأبناء عليّ وخلّص صحب عليّ ، أم هي كلماته ، آهاته ، ابتهالاته ، دموعه ... سرٌّ إلهي يتعسّر فهمه واستيعابه.
قال السيّد مازحاً : نحن معدان ، لا تلذّ الزيارة إلاّ بالوصول إلى ضريح مسلم بن عقيل ولثمه ، وهذا ما حصل.
زرنا قبر المختار بن عبيدالله الثقفي (رحمه الله) وحال بيننا وبينه جدار عازل لأجل التعمير والصيانة ، وهذا لم يمنعنا من أداء الاحترام لبطل مغوار أثلج قلوب أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم بأخذه الثأر من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) واحداً تلو الآخر.
قصدنا محراب أميرالمؤمنين ، ثم قبر هاني بن عروة الصحابي الجليل الذي عاهد ووفى واستشهد رضوان الله تعالى عليه ذوداً عن الدين والحقّ.
كنّا ضيوف عتبة مسلم بن عقيل (عليه السلام) ومسجد الكوفة على مائدة العشاء ، مائدة لم تقلّ أهمّيّتها بركةً ومحتوىً عن سابقتها في العتبة الكاظميّة.