٨ ـ المراجعة النهائيّة
لا تقلّ شأناً عن عمليّة تقويم النصّ ، بل تعدّ علميّاً أرقى رتبةً ; فهي عمليّة إشراف ونظارة وملاحظة وتفتيش وفحص لما قام به مقوّم النصّ من خطوات وجهود ، وهي تصطاد ما زاغ عنه الفكر والبصر وتوحّد الجهود المعرفيّة والتحقيقيّة والفنّيّة والتخصّصيّة كلّها تحت غطاء نهج ونسق واحد ، فهي محاولة أخيرة لإزالة ما يمكن إزالته من أخطاء ونواقص علميّة وفنّيّة وترمّم وتملأ الفجوات وتسدّ الثغرات إن وجدت. وخصائص صاحبها كخصائص مقوّم النصّ ، بل أوسع وأرقى وأكثر تجربة وحنكة وهيمنة.
ولا يغيب عن المراجع النهائي التواصل الدائم مع مقوّم النصّ للتباحث والمشورة قبل اتّخاذ القرار النهائي.
المراجع النهائي لابدّ أن يمتلك الشخصيّة العلميّة التخصّصيّة التي تجعل منه مرجعاً ومصدراً يلوذ به الآخرون لتجاوز الصعاب والمشكلات العالقة.
والمراجعة النهائيّة هي التي تمنح المشروع شكله ومحتواه العلمي النهائي.