أخشى أن يسلموك عند الوثبة واصطكاك الأسنّة
زينب الكبرى (عليها السلام) تخاطب أخاها الحسين (عليه السلام) ليلة العاشر من المحرّم الحرام : أخي ، هل استعلمت من أصحابك نيّاتهم؟ فإنّي أخشى ...
أجابها (عليه السلام) قائلاً : «والله ، لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلاّ الأشرس الأقعس ، يستأنسون بالمنيّة دوني استئناس الطفل إلى محالب اُمّه».
ورد هذا النصّ في كتب المقاتل بتفاوت يسير في الألفاظ ، ولسنا في فضاء الخوض به خوضاً تحقيقيّاً كلاسيكيّاً بقدر ما نهتمّ بفضاءاته الفكريّة والمعرفيّة ورواشحه المدنيّة والدينيّة والانتمائيّة ، وأينيّة موقعنا منه وموقعه منّا بلا انفصال عن المتائية بالطبع ; فالنتاج الفاعل الصحيح يظلّ حيّاً نابضاً يتّسع باتّساع مضامير المكان والزمان ، متجاوزاً حدود الأنا بأبعادها الحسّيّة والحدسيّة.
صدامُ الأفكار والمعارف والثقافات والحضارات أخذ فيه موضوعُ العلم مساحةً لا تضاهيها مساحات الموضوعات الاُخر ، فهو المعوّل عليه في الادّعاء والاستدلال والإثبات والاستمرار في البقاء والنموّ والازدهار ،