إذا فسد العالِم فسد العالَم
ما أصعب أن تلزم الصمت وتمسك عن الكلام وأنت في عنفوان النطق وغزارة المحتوى ، صعوبة وكأ نّها نارٌ تكتوي بها الحنايا وتستعر منها الأعماق ، مرارةٌ تذوّب الكبد وتذهل الإحساس وتشتّت الأفكار .. تسكت لأنّ السكوت خيار الظرف ، لا أدري فلعلّ ذلك «الزمان» قد حلّ بنا ، حيث العافية به في عشرة أجزاء ، تسعة منها في العزلة وواحدة في الصمت ، بعد ما حلّ منذ أمد بعيد واقعُ تساوق القبض على الإيمان مع القبض على جمرة النار ...
لهيبٌ في القلب أن يخرس اللسان ويمتنع عن الأداء والتعبير عمّا تلقّته الحواسّ من «أشياء» ; صوناً للعهود والمواثيق والمبادئ ، ولكن هيهات هيهات أن يدوم الصمت أبدا ، فلابدّ من نافذة أو مسرب تتنفّس من خلاله الأفكار ورواشح الحواسّ .. كلمة ، إشارة ، همسة ، حتى السكوت قد يكون بذاته أبلغ من النطق وأبين وأسرع ; بل يقولون : إنّ لغة العيون عالمٌ بحدّ نفسه.
والأخطر ما في الأمر تفاعل الفكر مع هذه «الأشياء» أو أن تفرض