ألم يرنّ في حناياكم جرس مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) حينما أراد أصحابَه أن يكونوا كما ينبغي أن يكونوا حتى تقول الناس : رحم الله جعفر ابن محمد هكذا أدّب أصحابه .. رحم الله جعفر بن محمد هكذا أرسى دعائم فكر ونهج وثقافة لازال سنا أنوارها ألقاً وضّاءً ... رحم الله جعفر بن محمد هكذا أنجبت مدرسته رجالاً ، أقطاباً ، أعلاماً ، في صمتهم النطق وفي نطقهم الصمت ، في سكونهم الحركة وفي حركتهم السكون ، في حكمتهم آيات من العِبَر والمعاني العظام ، في أفكارهم قراءات من التفسير والتأويلات ، في سيرتهم مناهج حياة وفلاح وكمالات .. تهفو القلوب إليهم ، تسبح العقول في فضاءات معارفهم ، ينساق الوجدان إلى روائع إيمانهم ...
«رحم الله جعفر بن محمد» صرخةٌ ليتها لم ولن تغيب عنّا كلّنا ولاسيّما رجل الدين منّا ; إذ إنّه قرّة عين مدرسة الصادق (عليه السلام) وعليه المعوّل في بيان الحقائق والأخذ بيد الخلق إلى السعادة والعزّ السامق.
لا نقل : إنّ «لو» الإمام الصادق (عليه السلام) كانت تحضيضيّة وانتهى كلّ شيء .. فلنقل بإنصاف : غذّت مدرسة الصادق (عليه السلام) ـ على مرّ التاريخ ـ ميادين العلم وسوح المعرفة وفضاءات البشرية بأساطين الأخلاق والحكمة والفكر ، ولا زالت وهكذا ستبقى حتى يُظهِر الله أمره.
هيهات أن نثلج صدور أعدائنا مادمنا أتباع مدرسة قادتُها مراجعُها ، تلك أمانيّهم تموت ويموتون بغيظهم ، نحيا وتحيا قيمنا الأصيلة ومبادئنا النبيلة.