لكي يبقى الأربعون حسينيّاً بامتياز
في شهر محرّم الحرام من سنة ٦١ هـ. ق كانت كربلاء وكانت أحداث الطفّ المثيرة ، وهاهي اليوم كربلاء مقدّسة شهيرة ... خرج خامس المعصومين ثالث الأئمّة الميامين الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) ، غير أشر ولا بطر ، رافضاً مبايعة خلافة الظلم والفساد والغدر ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، طالباً الإصلاح في اُمّة الجدّ خاتم الرسل والأنبياء محمّد ، فجاد ـ من أجل ذلك ـ بغاية ما يمكن أن يجود به المرء من الجود ، ضحّى بمهجته الربّانيّة ، بذل بكلّ عزم وإخلاص نفسه الملكوتيّة بعد ما استفرغ الوسع في إلقاء الحجّة وبيان الحال والمآل ، فاستوفى شروط الإعذار بكلّ وضوح واقتدار .. وَلَكَمْ وعظ وحذّر وأنذر وذكّر ، وهل أعلم منه أوْلاً ومشارفةً ـ بقول الاُصوليّين ـ بعواقب الاُمور؟!
إلى ذلك : فقد حاول تجنّب إراقة الدماء وإزهاق النفوس بطرحه العديد من المعالجات والحلول .. لكنّ القوم أبوا إلاّ أن يخيّروه بين السلّة والذلّة فسجّل رائعة الكرامة السرمديّة : «هيهات منّا الذلّة».
ولمّا أبى الحسين الركوع لمنظومة التعسّف والجور ولم يأبه بشهرة