عجينة السيستاني
تبعاً لثقافة الآباء والأجداد نشأنا ، جزاهم الله خير الجزاء ; إذ غرسوا في قلوبنا حبّ النبيّ وآله الأطهار ، فعلى إثرهم سرنا ..
إلاّ أنّ الغالب منّا بحكم الفضاء الموجود سكن متّكلاً مسلّماً فافتقد روح المبادرة والبحث والتحصيل ، وحقيقة الأمر : إنّه افتقد لذّه الاستمتاع بقطف ثمار الجهد المعرفي السائر صوب الإثبات العلمي لِما يؤمن به ويعتقده من قيم ومبادئ ، فما عاد حتى للخوف مفهومٌ واقعي لديه «إذا خفت من شيء فقع فيه» .. ولا يعرف حينئذ من أين هو وفي أين وإلى أين .. فيفتقد أدنى مقوّمات الرسوخ المعرفي على المبدأ ولا يبقيه عليه سوى الأحاسيس والمشاعر التي هي عرضة لمخاطر الانحراف والضلال ، فيهتزّ ويضطرب لأبسط شبهة وتساؤل وتركبه الفوضى ، سواء في ذلك أكان الاعتراض من الممانع أو المآلف. والطامّة الكبرى فيما لو سرى الشكّ فيه تجده يحمّله على ذات الانتماء والمبدأ فيلوذ بعباءة تبرير التقصير بكيل اللوم على المنظومة القيَمية ، فتكون الأخيرة ضحية الاتّكال والجهل والترف الهويّتي.