ومضة رمضانيّة
لا نحلّق في آفاق الضباب ، لا نلهث خلف مناطق السراب ، لا نعتكز على أضغاث الأحلام ، لا نرتقي كِتَفَة الأوهام ، لا نتطاول على الحقيقة الحاضرة فينا والآلام التي تقرّح جفوننا وتؤذينا ، لا ننكر ضآلة النضج ونزر الوعي وتنامي الجهل الذي يغير على آننا ويعرقل غدنا ويخدش ماضينا ، لا نهرب إلى الأمام بعواطفنا وأحاسيسنا من النقص ومواطن الخلل الموجودة في قراءاتنا ومراجعاتنا ومقارناتنا واستقراءاتنا وحفرياتنا واستنتاجاتنا وسائر مناطق الفراغ فينا ، لا نعالج آفاتنا إلاّ بأدوات المعرفة ومناهجها الحافظة كلّ اُصولنا وقيمنا ومبادئنا ، الملبّية طموحاتنا وأمانينا ، لا نهتمّ إلاّ بصنع الفكرة التي تغترف من معين الاُسس القدسيّة وجوهر الرسالة الإلهيّة مؤنتها وحاجتها حتى تسمو بنا إلى سلالم العزّ الإنساني والكمال الإيماني والفلاح الربّاني مشفوعةً بواسع القبول ودعم اللبّ الجمعي ، الفكرة التي ترشدنا وتهدينا ، لا نهجر ولا ننسى تلك الأخلاق التي حملها الدين لنا بعقل وروح ولسان وفعل وتقرير سيّدنا وراعينا ، خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد الأمين واستمرّت باستمرار ولاية