محرّم وصفر
في شهري محرّم وصفر ولاسيّما في العشرة الاُولى من محرّم الحرام يتغيّر كلّ شيء فينا وفي مظاهر حياتنا ، فنحن أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بمجرّد حلول هذين الشهرين يطغى علينا الحزن والألم ; لشهادة إمامنا الثالث الحسين بن علي (عليهما السلام) ، الذي قُتل مظلوماً ضمآناً ـ مع الثلّة الطيّبة من أهل بيته وأصحابه ـ بأمر من يزيد بن معاوية ، سنة ٦١ هـ. ق ، في وادي الطفّ بمدينة كربلاء ، حيث اصطفّ جيشه الجرّار المكوّن من ألوف الجنود لمقاتلة مجموعة لا تتجاوز الثمانين رجلاً ، لا لذنب سوى أنّه عليه السلام رفض مبايعة إنسان مستحلٍّ للحرمات ، شارب للخمر وفاعل للموبقات ، شهد بكفره وفسقه القريب والبعيد. وإنّما خرج عليه السلام لطلب الإصلاح في اُمّة جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، أراد أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ... فحصل الذي حصل ...
كنّا في الصغر نمارس شعيرة الحزن والألم والبكاء في محرّم الحرام ممارسةً فطريّةً عفوية ، فيخيّم على قلوبنا وأحاسيسنا سحاب الكآبة