وحلّق فوق دهاليز العقل الجمعي وترك مراحل التصوّر والصناعة والثبوت تعدو وراءه بعيدا ; فأيٌّ من القضايا والنسب والدلالات والمعادلات ليس بإمكانها إعطاء تصوّر واضح وتفسير مشخّص وحلّ دقيق لشيء اسمه الحسين وسرّ خلوده الذي يزداد ألقاً يوماً بعد آخر ويرقى.
أليس علينا إذن العمل جميعاً على الإسهام في إبقاء قضيّة الحسين (عليه السلام) عموماً وأربعينه خصوصاً خارج نطاق التجاذبات الفرديّة والفئويّة والجهويّة ، وعدم الخدش والمساس بقدسيّتها وفطريّتها ، واحترام أحاسيس الناس ومشاعرهم الصافية ، كي تبقى تشعّ علينا بالأنوار الإلهيّة والفيوضات العلويّة .. فلتكن كلّ الصور صور الحسين (عليه السلام) وهكذا كلّ اللوحات والمكتوبات والمقروءات والمرئيّات والمسموعات ، بلا تجاوز وتجاسر وتوهين ; كي نجعلها خالصةً لوجه الله ربّ العالمين ، ولكي نُقرّ عين الحسين (عليه السلام) بأ نّنا زينٌ لا شينٌ على آل العصمة الميامين.
وكم هو لائق بنا أن نلتزم في زمن الغيبة بحفظ القانون والأخلاق واحترام حقوق الآخرين ونراعي الشعور العامّ والنظام ..