النجف حاضرة الدين والمعرفة
حينما يطرق السمعَ اسمُ مدينة النجف الأشرف يرتسم في الذهن والشعور : روحانيّة وقدسيّة حاضنة علي بن أبي طالب عليه السلام ، وما أدراك ما علي ; إذ يكفي أنّنا طرّاً في جهل به إلاّ الله والنبي صلّى الله عليه وآله.
لكنّي وكلّ محبّ يرى أنّ أبا تراب هو الذي احتضن النجف ، بل هي وليدة وجوده المبارك عليه السلام ، وإلاّ لما كانت ولن تكون بدونه ، فقد شادها علي عليه السلام وشاد بها حاضرة التشيّع الاُولى ، مدرسة العلم والقيم والأدب التي رفدت وضمّت وغذّت معاقل وميادين الثقافة والمعرفة برجال وطاقات وكوادر هم نجوم متلالئة وأنوار مضيئة على مرّ القرون والدهور.
إنّها مصنع المرجعيّة الشيعيّة الأكبر ، الذي أنتج كبار الفقهاء والمجتهدين والعلماء والفضلاء والأساتذة والمحقّقين ، ناهيك عن أنديتها الأدبيّة ومكتباتها النفيسة ، فأنت فيها لا تستنشق إلاّ عبير المعرفة والثقافة والشعر الممتزج بأريج الرحاب الطاهر ومسك الإنسانيّة الفوّاح ، القرآن