الناطق ، يعسوب الدين وقائد الغرّ المحجّلين ، شهيد المبادئ المقدّسة والاُسس الإلهيّة الحقّة ، وصيّ النبي الأكرم وبعل البضعة المرضيّة ، عليّ الهيجان والحركة التي لا تفهم معنى السكون المميت ، بل تظلّ اقيانوساً موّاجاً وسيلاً هادراً من المناهج والمعارف لا ينفد ، الحركة التي نستوحي منها التجديد والتغيير والعدل والإنصاف والعقلانيّة والحزم والعزم والإيمان والفلاح ، فلا غرو أن تكون النجفُ نجفَ عليٍّ بقيمه ومعارفه وعلومه وأن تغدو الموئل والملاذ لكلّ من يمّم جانبها زيارةً ومكوثاً ودراسةً وتعلّماً وتعليماً.
إنّ النجف بكيانها العلمي الديني ، تتجاذبها اُمور :
منها : الفضاء النموذجي نسبيّاً في تلقّي العلوم وبثّها وتداولها ومناقشتها والتحقيق فيها وإبداء الآراء الصريحة حولها ، بلا تعسّف فكري أو استبداد معرفي ، فانتعشت العقلانيّة أيّ انتعاش ، وسادت الحوارية أجواء الميادين العلميّة ، المرتكزة على الاُسس والمناهج والأدوات الحضاريّة ; فنأت بنفسها نتيجة هذا الفضاء عن العراكات الاُخرى ، فأراحت واستراحت وفرغ بالها .. وهذا ماهيّأ لحركة التأليف والتدوين أن تنشط ، فرفدت المكتبات الإسلاميّة والمراكز العلميّة والثقافيّة باُمّهات المصادر والمراجع والآثار القيّمة .. ولحركة الدرس أن تموج بحلقات وحلقات من طلاّب المعرفة والفقهاهة والفكر .. ناهيك عن المنتديات الأدبيّة والشعريّة التي عرّفت كبار الشعراء وفحول الأدب ، وباتت