الملازمة بين النجف والمرجعيّة والدراسات الدينيّة والأنديّة الأدبيّة غير خافية على أحد.
منها : فقدان الغطاء الواقي والإسناد القوي الذي يحميها من جور الأنظمة الظالمة وأدوات الضغط المختلفة ، ممّا أثّر بشكل فاعل ولفترات متعدّدة على أجوائها العلميّة وأنشطتها الثقافيّة والأدبيّة ، حتى تضاءل عدد طلاّبها في بعض المقاطع الزمانيّة إلى أقلّ حدٍّ ممكن ، وانحسرت حركة التأليف وحلقات الدرس والمنتديات الأدبيّة بشكل لافت. كلّ ذلك بفعل الضعف الذي أصابها جرّاء انتفاء الحماية والدعم اللذين يحصّنانها قبال كلّ قوّة تحاول النيل منها أو النفوذ في مناهجها وأفكارها التي ترفض التعسّف والاستبداد والاختناق.
وإنّها إن انتعشت في العقد الأخير فلا زال هذا الانتعاش لا يلبّي الطموح ، ولابدّ من عمل مزيد من الجهد لإعادة كيان النجف العلمي إلى سابق عهده بتلك الطراوة المعروفة.
وللإنصاف ، فإنّ المراجع والفقهاء والعلماء والأساتذة والفضلاء وسائر النخب والمختصّين يبذلون المساعي المطلوبة من أجل أن تستعيد «النجف المعرفية» مكانتها ودورها الريادي في صنع وإنتاج العلم والعلماء.
ولابدّ من التفكير الحثيث في صياغة آلية محكمة ـ غير مختصّة بآن معيّن ـ تأخذ على عاتقها حماية هذا الكيان الطاهر من كلّ أدوات الضغط