الدم والسيف
في التأريخ أحداثٌ ملأى بالنزاعات والصراعات والمعارك والحروب ، ومن الحروب ما كانت ماراثونيّة طالت عشرات السنين واستنزفت قوى أقاليم ودول وشعوب ، واُخرى سريعة طاحنة ، فيها قتل وجرح وأسر وسبي ونهب وقسوة وظلم ونصر وانتكاسة ، تتغيّر بها موازين وتتبدّل معادلات وتُرسَم خرائط من جديد وتُنتَزع عهود ومواثيق والتزامات ، كلّها تنصبّ بنفع الغالب القوي ، وأهمّ ما في الأمر تقوّض الفضاء القيَمي والمفاهيمي والمبادئي بفضاء الغالب المنتصر ، وهذا هو الأخطر في تلك النزاعات والصراعات والمعارك والحروب.
نعم ، تمكّنت ماكنة الحرب الاُمويّة من حسم معركة عاشوراء الشهيرة خلال بضع ساعات بعد توفير المقدّمات الضروريّة لهذا الحسم السريع من خلال آلة الترهيب والترغيب ، فمالَ الناسُ عن آل البيت عليهم السلام بعد كلّ تلك العهود والمواثيق والمكاتبات المعروفة بطلب قدوم الإمام الحسين بن علي عليهما السلام ، فلم يبق معه عليه السلام إلاّ