النخبة المخلصة من آله وأصحابه الذين لم يبلغ عددهم الثمانين على أشهر الروايات ، إزاء جيش جرّار ، أقلّ ما تفيده الروايات أنّه بلغ حوالي ثلاثين ألف جندي.
طبق المعادلات والحسابات الموجودة على الأرض فالمعركة محسومة سلفاً ، معركة سبقها وقارنها تنسيقٌ منظّم وآلية ثقافيّة تسعى لاستثمار الفضاء المشحون لصالحها ، فكان صوت القيادة الدينيّة والسياسيّة واحداً آنذاك ، الأمر الذي سهّل مهمّة الاُمويّين في إضفاء الشرعيّة على حربهم مع الحسين عليه السلام ، حيث جعلوا منه عليه السلام رجلاً خارجاً عن الدين وإمام زمانه ، مستحلّ الدم والمال ، وهذه الناس التي قادها الجهل الرهيب والطاعة العمياء والطمع والخوف قد وجدت المبرّر الكافي لقتال الحسين عليه السلام بكلّ حزم وإصرار وقسوة.
إذن كلّ الترشيحات ترجّح كفّة الاُمويّين ، وليس في الاُفق ما يدعو إلى أدنى تفاؤل بنصر الحسين عليه السلام ، إلاّ المعجزة وحدها ، فهي الكفيلة بتغيير موازين المعادلة.
ولسنا في وارد الخوض في «المعجزة» ـ التي مرادنا منها هنا ليس المعجزة المادّيّة ، وإلاّ فالحسين عليه السلام قد قُتِل هو وصحبه جميعاً وسُبيت النساء والأطفال ... بل معجزة ما آلت إليه نهضة الحسين عليه السلام من إشعاعات وتأثيرات ظلّت تتفاعل طوال أربعة عشر قرناً