حقّ الدِّين
من الخفّة والسذاجة وعدم النضوج واللياقة بمكان أن ينفرط عقد العقلانيّة والمتانة والتماسك فوراً أو تدريجيّاً بمجرّد حالة غضب أو استفزاز أو حسّ بالتشفّي والانتقام وتصفية الحسابات ، والأخطر ما في الأمر أن يُجرَف المرء عنوةً ويولَج في تلك المطبّات رغماً عنه فيخرج عن طوره وعقلانيّته ومتانته وتماسكه ، ويسقط في وحل الذبّ عن المواقف والآراء ، متشبّثاً بكلّ ما يطفح به ويقذفه إلى مناطق الخلاص من صحيح وسقيم.
علينا ألاّ نهوي إلى تلك المهاوي السحيقة لمّا تتعكّر الأجواء ، فالمفروض ألاّ تعريض ولا تشفٍّ ولا حسّ انتقام وثأر ، بل مقدار كاف من المتانة والعقلانيّة في معالجة الاُمور والقضايا الحادثة.
وأشدّ ما يُخشى منه خرق أحد الأطراف التعهّد والالتزام العامّ ممّا يجعل الموقف حرجاً قد لا يحتمل السكوت ، فماذا عسانا فاعلين؟ أيضاً لا مفرّ هنا من المتانة والعقلانيّة والتماسك ومزيد الصبر والأناة.